JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

السلوك الإجرامي: هل هو فطري أم مكتسب؟

**ظاهرة معقدةٌ منذ فجر التاريخ:**

عواملُ أخرى تُساهمُ في تشكيلِ السلوكِ الإجراميّ

يناقش هذا المقال أصلَ السلوكِ الإجرامي ، هل هو فطريٌّ أم مكتسب؟ ويحلّلُ قصةَ هابيلَ وقابيلَ كأولِ جريمةٍ في التاريخ البشري، ويناقش العوامل المُساهمةَ في تشكيل السلوكِ الإجرامي، وأهمية فهم هذه العوامل للوقاية من الجريمة وخلق مجتمعات أكثرَ أمانًا.

لطالما حيرّ سلوكُ القتلِ والإجرامِ البشري العقول، مُثيراً تساؤلاتٍ جوهريةً حولَ أصلِهِ ودوافعهِ. هل هو سلوكٌ فطريّ مُتكوّن في جيناتِ الإنسان منذ بدءِ الخليقة، أمْ هو مكتسب من البيئة والمجتمع؟ 


**بين الفطرة والاكتساب:**


يُقدّم العلمُ الحديث إجابات متفاوتة على هذا السؤال. فبينما تُشيرُ بعضُ الدراساتِ إلى وجودِ استعداد فطري للعنفِ والسلوك الإجرامي لدى بعضِ الأفراد، تُؤكّد دراسات أخرى على دور العوامل البيئيةِ والمجتمعيةِ في تشكيلِ سلوكِ الفردِ وتوجيههِ نحوَ الخيرِ أو الشرّ.

عواملُ أخرى تُساهمُ في تشكيلِ السلوكِ الإجراميّ

**قصة هابيل وقابيل: أول جريمةٍ في التاريخِ البشريّ؟**


تُعتبرُ قصةُ هابيلَ وقابيلِ، كما وردتْ في النصوصِ الدينيةِ، من أقدمِ الرواياتِ عن سلوكِ القتلِ بينَ البشرِ. ففي هذهِ القصةِ، نجدُ قابيلَ يقتلُ أخاهُ هابيلَ بدافعِ الحسدِ والغيرةِ. 


**هل يُمثّلُ سلوكُ قابيلٍ سلوكًا فطريًا؟**


لا يُمكنُ الجزمُ بشكلٍ قاطعٍ بأنّ سلوكَ قابيلٍ كانَ فطريًا. فالنصوصُ الدينيةُ لا تُقدّمُ تفاصيلَ كافيةً عن شخصيةِ قابيلِ ونشأتهِ. 


**لكنْ،** تُشيرُ بعضُ التحليلاتِ إلى أنّ سلوكَ قابيلٍ قدْ تأثّرَ بعواملَ بيئيةٍ ومجتمعيةٍ، مثلَ شعورهِ بالظلمِ وعدمِ المساواةِ مع أخيهِ. 

*للاطّلاع على تفاصيل قصة قتل هابيل على يد أخيه قابيل راجِع أول جريمة قتل في التاريخ: تحليلٌ جنائيٌّ مُفصّل لقصة هابيلَ وقابيلَ.


**عواملُ أخرى تُساهمُ في تشكيلِ السلوكِ الإجراميّ:**


* **التربيةُ والأخلاقُ:** تلعبُ التربيةُ دورًا هامًا في غرسِ القيمِ الأخلاقيةِ لدى الفردِ، وتوجيههِ نحوَ السلوكِ الإيجابيّ.

* **العواملُ النفسيةُ:** قدْ تُؤدّي بعضُ الاضطراباتِ النفسيةِ إلى زيادةِ الميلِ نحوَ السلوكِ العدوانيّ والإجراميّ.

***الظروفُ الاجتماعيةُ والاقتصاديةُ:** تُؤثّرُ الفقرُ والتهميشُ والبطالةُ على سلوكِ الفردِ، وتُزيدُ من احتماليةِ اتّخاذهِ سلوكًا إجراميًا.

* **التأثيراتُ الثقافيةُ:** قدْ تُشرّعُ بعضُ الثقافاتِ بعضَ السلوكياتِ التي تُعتبرُ إجراميةً في ثقافاتٍ أخرى.


الوقايةُ من السلوكِ الإجراميّ:


**تعزيزُ التربيةِ الأخلاقيةِ:** غرسُ القيمِ الأخلاقيةِ في نفوسِ الأطفالِ منذ الصغرِ.

***معالجةُ الاضطراباتِ النفسيةِ:** توفيرُ العلاجِ النفسيّ المناسبِ للأفرادِ الذين يعانون من اضطراباتٍ نفسيةٍ.

* **تحسينُ الظروفِ الاجتماعيةِ والاقتصاديةِ:** مكافحةُ الفقرِ والتهميشِ وتوفيرُ فرصِ العملِ.

* **نشرُ الوعيِ الثقافيّ:** تعزيزُ الحوارِ بينَ الثقافاتِ المختلفةِ لنبذِ العنفِ والترويجِ للسلوكِ السلميّ.

عواملُ أخرى تُساهمُ في تشكيلِ السلوكِ الإجراميّ

## فهم العوامل المُساهمة في السلوك الإجرامي يُساعدنا على:


* **وضعِ استراتيجياتٍ فعّالةٍ للوقايةِ من الجريمةِ:** 

    * من خلالِ فهمِ العواملِ التي تُؤدّي إلى السلوكِ الإجراميّ، يمكنُنا تصميمُ برامجَ وبرامجَ تهدفُ إلى معالجةِ هذهِ العواملِ ومنعِ ظهورِ السلوكِ الإجراميّ.

    * على سبيلِ المثال، يمكنُنا التركيزُ على تحسينِ ظروفِ المعيشةِ في المناطقِ الفقيرةِ، أو توفيرِ برامجِ الصحةِ النفسيةِ للأفرادِ الذين يعانون من اضطراباتٍ نفسيةٍ، أو تعزيزِ القيمِ الأخلاقيةِ في المدارسِ.

* **معالجةِ الجرائمِ بشكلٍ أكثرَ فعاليةً:**

    * من خلالِ فهمِ دوافعِ المجرمينَ وسلوكِهم، يمكنُنا تطويرِ أساليبَ أكثرَ فعاليةً للتحقيقِ في الجرائمِ ومحاكمةِ المجرمينَ.

    * على سبيلِ المثال، يمكنُنا استخدامِ تقنياتِ علمِ النفسِ الجنائيّ لفهمِ سلوكِ المجرمينَ والتنبؤِ بتصرفاتهم، أو تطويرِ برامجَ إعادةِ التأهيلِ التي تُساعدُ المجرمينَ على تغييرِ سلوكهم.

* **خلقِ مجتمعاتٍ أكثرَ أماناً:**

    * من خلالِ العملِ على منع الجريمةِ ومعالجةِ المجرمينَ، يمكنُنا خلقِ مجتمعاتٍ أكثرَ أمانًا يُمكنُ لجميعِ أفرادها العيشُ فيها بسلامٍ وأمانٍ.

    * هذا يعني توفيرَ بيئةٍ آمنةٍ للأطفالِ والشبابِ، وخلقِ فرصٍ متساويةٍ للجميع، وتعزيزِ التسامحِ والاحترامِ بينَ أفرادِ المجتمعِ.



**خاتمة:**


يُعتبرُ السلوكُ الإجراميّ ظاهرةً مُعقدةً ذاتَ أبعادٍ متعددةٍ. لا يُمكنُ حصرُ أسبابهِ في عاملٍ واحدٍ فقط، بلْ هو نتاجُ تفاعلٍ بينَ العواملِ الفطريةِ والمكتسبةِ. 

**في الختام،** إنّ فهمَ العواملِ المُساهمةِ في السلوكِ الإجراميّ هو مفتاحٌ أساسيٌّ للوقايةِ من الجريمةِ وخلقِ مجتمعاتٍ أكثرَ أمانًا. 

**كلمات مفتاحية:** سلوك إجرامي، فطرة، اكتساب، هابيل، قابيل، جريمة، وقاية، مجتمعات آمنة.





author-img

مدونة خبير مسرح الجريمة Crime Scene Expert Blog

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    الاسمبريد إلكترونيرسالة