"المباغتة، السرعة، والدقة: ثلاثية النجاح في الحروب الحديثة"
"تحليل لأهمية المباغتة، السرعة، والدقة في العمليات العسكرية وكيف تتحول المناورات إلى فرص لتحسين الصورة العامة وكسب التأييد."
في عالم الاستراتيجيات العسكرية، يُعد التخطيط المسبق والإعداد الدقيق وتحديد الأهداف خطوات أساسية قبل تنفيذ أي ضربة عسكرية أو شن هجوم. لضمان نجاح الهجوم، يجب توافر ثلاثة عناصر حاسمة: المباغتة، السرعة، والدقة. أي هجوم يفتقر إلى هذه العناصر لا يمكن اعتباره ضربة عسكرية فعالة، بل لا يُصنف حتى كمناوشات، ويمكن أن نطلق عليه مناورات تدريبية عسكرية للطرفين يحققا من خلالها مكاسب مباشرة وغير مباشرة.
وفي هذا السياق الهجوم الذي قامت به ايران ليلة أمس على اسرائيل يندرج تحت هذا التصنيف ويعد الهجوم كمناورات تدريبية وفرصة للطرف المهاجم لاختبار قدرات أسلحته ومدى تأثيرها، بينما تُمثل للطرف المدافع فرصة لتقييم قدرته على التصدي للهجوم وتجربة أسلحته المضادة. كلا الطرفين يحققان مكاسب مباشرة وغير مباشرة من خلال هذه المناورات. للمهاجم، تتمثل المكاسب المباشرة في تقييم أداء الأسلحة، وغير المباشرة في تعزيز صورته وسمعته. أما المدافع، فيستفيد مباشرةً من تدريب قواته وتقليل التكاليف المرتبطة بالمناورات الذاتية، وغير مباشرةً في تحسين صورته العامة وكسب التعاطف الدولي.