#مقدمة:
في قلب شهر رمضان، تتجلى قصيدة "أصداء الروح" كنفحات إيمانية تعانق السماء، محملة بالتوبة والرجاء. تنساب الكلمات معلنةً عن فجر جديد يُبشر بالعفو والرضوان، داعيةً الأرواح للتحليق في فضاء القرب الإلهي.
# حادي الأرواح
يا سادرًا في غيّهِ إن الرضىفُتِحَت له الأبواب في رمضانِ
بُشرى فأبواب الجنان جميعها
مفتوحةٌ بنسائم الرضوانِ
وكتائب الشيطان فيه تصفدت
وتُغلقَت أبواب للنيرانِ
عُد فالرحيم بنا يريد نجاتنا
خاطب إلهك خائفًا كالجاني
وجِلاً أتيتك يا إلهي راجيًا
منك الرضا بالعفو والغفرانِ
وجوارحي وجوانحي أسلمتها
فارحم عُبيدك دائم العصيان
أنا ما عصيتك يا إلهي قاصدًا
كلا ولكن الهوى أغواني
وحبائل السوء المشين تسوءني
وتسلطٌ للنفس والشيطان
رباه إن الذنب أثقل كاهلي
والخوف يا مولاي قد أبكاني
يا مالك الأكوان من حبي لهُ
أرجو به الإثقال في الميزان
يا من إرادته تكن في قول كن
يا واسع الرحمات والإحسان
يا راحم الأشياء قلت جميعها
شيءٌ أنا بك يا مجير زماني
امنن بعفوٍ يا غفور لمذنبٍ
فبحار جودك سابغًا أغراني
عبدًا منيبًا جئت بابك باكيًا
أرجوك لا أهلي ولا خِلّاني
رُحماك يا ذا الجود والرحمات جد
عبدٌ أتيتك خاضعًا بكياني
يا حافظ الآي الكريم وحاملاً
للنور من نبع الهدى الرباني
إهنأ بنورٍ يا ملاكًا حائزًا
فضلاً بحفظ لآلئ القرآنِ
هبت نسائم فرحةٍ يا فوز من
سلك الطريق إلى رضا الرحمن
يا سعده نجمًا منيبًا يرتجي
من هذه الدنيا ذرى الإيمانِ
حاز السعادة واصطفاه إلهنا
في حفظ وحي الواحد الديّانِ
يا أنجمًا سطعت بليل سباتنا
أنتم هدايا الله للأكوانِ
فزتم وربي أنكم نور النورى
يا عطر هذا الكون في الوجدانِ
يكفيكم عزًا وفخرًا أنكم
تحوون نور طلائع الأزمانِ
الكون يجثو مخبتًا لجلالكم
وملائكٌ بسطت جناح حنانِ
هذي بشائر عزكم بحياتكم
وغدًا ستجنوه الرضى بأمانِ
يا سعدكم، يا بشركم، يا فرحكم
لقد ارتقيتم في أعز مكانِ
وإليكم البشرى يزف حبيبنا
تاج الوقار يُتوّج الأبوانِ
الله ما أحلاها هاتيك الربى
بل ما ألذ جلالها الروحاني
حين المليك مخاطبًا بجلالهِ
اقرأ، ورتل، وارتقِ بجناني
يا حادي الأرواح في درب الهدى
عجل زمان مسيرنا بثواني
يا مهجة الأشواق في أكبادنا
ما الروح إلا في هدى القرآن
✍ خالد مرعي الباشا