# في ذكرى عيد الأم
تنساب الكلمات في قصيدة "نغم الذكريات" لترسم صورة حية للحنين والمحبة التي تجسدها ذكرى الأم. يعبر الشاعر خالد مرعي الباشا عن عمق المشاعر والأماني التي تتجاوز حدود الزمان والمكان، مقدمًا تحية عطرة لروح الأم في عيدها.
"نغم الذكريات: أمي في مرآة الزمان"
أسترجع الذكرى لأيامٍ خلت
فانسابت العبرات في مرثاكِ
ذكراكِ هذا اليوم يا أماه لي
ذكرى حياةٍ هَدَّها فرقاكِ
لكأنِّي باللحظات تهتف بالغنا
وخمائلٌ قد أزهرت بنداكِ
ورسائل التنسيق حول مواعدٍ
وهدايا كم تزدان في يمناكِ
وبهذه الأنوار حيث تلونت
لتُضاء ليلاً من بزوغ سناكِ
وهنا جموع النشء حيث تزاحمت
حيث الهدايا تُباع كالأملاكِ
تأتي الفتاة أو الصبي معجلاً
أهديه مني موقعي ليحاكي
بعد الغروب لهم مواعد حبهم
يهدونها القلب النقي الزاكي
وأنا بلا ميعاد آلمني النوى
مالي سوى تقبيل طهر ثراكِ
متقمصًا دور البنين لعلني
أحضى بشيءٍ من حنين يداكِ
ومدربًا أطفالي كيف يفاجئوا
أُمًّا لهم قد أُلهِمَت برؤاكِ
وأحنط اللحظات أغمض برهةً
عيناي فانفجرت كنبعٍ باكي
أنا لست أطلب رغم عمري مطلبًا
سوى أن أعد طفلاً إلى مرعاكِ
آكل رغيفًا من يديك مُصَبَّغًا
وأشمُّ ريح أماني في مسراكِ
ويعود دفء البيت نور مكانه
وتعودي سيدةً بعرش علاكِ
وتعودي أنتِ الياسمين لعمرنا
وتدههين بُنيَّ إذ ناغاك
يا عيد هل لي بالأماني طلبةٌ
أم أنها شردت مع الأفلاكِ
يا عيد عدتَ بدون وجهٍ مشرقٍ
قد حُمِّلَت أرجاك بالأشواكِ
أُمَّاه روحي بالفراق تشتتت
قلبي كطيرٍ قد هوى بشباكِ
ألم الفراق لدفء حضنكِ هدَّني
أُمَّااااه أدفع مهجتي لأراكِ
أُمَّااااه من فرقاكِ قلبي غائبٌ
يلقى دبيب الروح في مثواكِ
ياليتني وُسِّدتُ قبلكِ في الثرى
روحي ومكنون الوجود فداكِ
يا رب أكرم والديَّ برحمةٍ
وبجنةٍ يا مالك الأملاكِ
✍🏻 خالد مرعي الباشا