من هم المعنيون بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم أرق قلوبا وألين أفئدة. |
أيقنت أن التهاميين هم المعنيون بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم(أرق قلوبا وألين أفئدة) ليس لأني تهامي بل لأنهم لا يعرفون الإجرام ولا يجيدون الوحشية والعنجهية وسفك الدماء, يكرهون الحرب كما يكره العاقل الزلل ،ويحبون السلم والوئام كحب قارون للمال .
لهم قلوب رقيقة كملمس قطرات الندى ،وأفئدة بيضاء صافية كاللبن.
أولئك هم التهاميون ،يُقْرُون الضيف، ويزورون الأرحام ويصدقون الحديث ،ويتعاونون فيما بينهم، كل صفات النبل قد جمعوها، وكل معاني الأخلاق قد حازوها.
يخاطبونك بلهجتهم الجميلة كعصفورٍ يغردُ ألحانٍا أعذب من الموسيقى فيبدلون لام التعريف ميما حميرية "البيت" "امبيت" وينطقون العين ألفا "علي" "ألي" وهكذا يتعاملون مع الحروف ببراءة ودون تكلف ،بلهجةٍ تزخر بالجمال والروعة والبهاء والنماء ،ليست حديثة كما يعتقدها البعض إنها قديمة قدم التماثيل والقصور والمتاحف التاريخية ،منحوتة في النقوش، ومدونة في الكتب ؛لذلك لم ولن تنقرض ،ولم ولن تتلاشى كبقية اللهجات التي ذابت كالآيسكريم وتناثرت كذرات التراب المتطايرة .
إذا تكلم التهامي فعلى الجميع أن يصمت لأنه يتكلم ببراءة وبساطة ولطف؛ فتخرج الكلمات من فيه كما تخرج الدرة من جوف الصدف وكما يخرج اللؤلؤ والمرجان من البحر.
صحيح أنه لا يجيد رصف الكلمات ولا التلاعب بالحروف ولا يعرف الاستعارة والمجاز والطباق والتشبيه والكناية والتورية ولكنه يجيد جبر القلوب وترسيخ المحبة وحل الخلاف وإصلاح ذات البين وحسبه فخرا بذلك، لهذا قلت أن لفظه عطر يفوح ،ولسانه جوهر يتلألأ.
سلام لأبناء تهامة الذين الذين لا يفقهون ما قال عنترة ولا دراية لهم بتغزلات قباني ولا جنون قيس ،ولا غرام جميل ،ولا هوى كثير ولا شعر الأخيلية، كلما يعرفونه هو أن الحب وفاء والصداقة وفاء والأخوة وفاء والأمانة وفاء ،وكل شيء في الحياة يتطلب الوفاء، وما سوى ذلك فخيانة وغدر ورياء. {أقرأ المزيد}
للاطلاع على قائمة كاملة من الكتابات الأدبية راجع {القائمة الأدبية}.
#حمزة _ ذياب
2020/9/14