أسس وقواعد التصوير الجنائي
أهمية التصوير الجنائي لا تقل عن أي تخصص اخر في الأدلة الجنائية ولذلك تم انشاء أدارة مستقلة للتصوير الجنائي لما له من أهمية في الأثبات الجنائي وكون جميع الإدارات لا تستغني عن التصوير الجنائي ولكن هناك قواعد وأسس لهذا العلم يجب الإلمام بها ونوجزها لكم في التالي:-
1-الأحتراف والخبرة :-
التصوير الجنائي ليس مجرد هواية أو تسلية او مثله مثل التصوير لأغراض أخرى كالإعلام أو التصوير في المناسبات أو الرحلات أو غيره أو تصوير الهواة ويجب أن يكون من يقوم بالتصوير الجنائي خبيرا محترفا وملما بالتصوير الجنائي.
2-التفرغ:-
يجب على من يقوم بالتصوير الجنائي أن يكون متفرغا للتصوير ولا يقوم بأي واجبات او أعمال أخرى أثناء القيام بالتصوير ولا يجمع بين مهمتين في وقت واحد الا عند الضرورة القصوى في حال نقص فريق مسرح الجريمة ونقص خبراء في تخصصات أخرى.
3-اختيار الزوايا والمواقع المناسبة:-
عند إجراء التصوير العادي للهواة لا يراعي اختيار الزوايا والمواقع في أخذ اللقطات ويتم التصوير بشكل عشوائي ولكن في التصوير الجنائي يجب مراعاة اختيار الزاوية والموقع المناسب لكل صورة سواء كانت اللقطة عامة لمسرح الجريمة أو للأثر أو للجرح والابتعاد عن الزوايا والمواقع التي لا تظهر الأثر أو الإصابة على حقيقته وزاوية اللقطة العامة تختلف عن زاوية اللقطة المقربة او المتوسطة للأثر أو الجرح وأحيانا يتم التقاط صور من زوايا ومواقع غير مناسبة تظهر الأثر أو الجرح أكبر او أصغر من حجمه الطبيعي أو تتسبب بإظهار الأثر بغير شكله الحقيقي.
4-أستخدام المساطر:-
طبعا هناك أنواع كثيرة من المساطر المستخدمة في التصوير الجنائي وأشكال مختلفة تحتوي على قياسات توضح طول وعرض الأثر سواء كان الأثر في مسرح الجريمة أو على الجثة توضع جوار الأثر ويتم التقاط صورة بشكل متعامد على الأثر مع قراءة القياس بالطول والعرض للأثر على المسطرة ويجب أن تكون اللقطة واضحة للأثر والقياس .
5-اخذ صور عامة لمسرح الجريمة كما هو لحظة وصول الفريق وقبل الدخول إلى مسرح الجريمة أو اتخاذ أي إجراءات من قبل الفريق: -
توضح الوضع العام لمسرح الجريمة الذي هو عليه والصور العامة يجب أن تتعدد وتكون من جميع الجهات وبزاويات مختلفة ومسافات مختلفة ويفضل أن تكون أحدى الصور العامة بشكل عمودي للمسرح أن أمكن .
6-اخذ ثلاث لقطات للأثر:-
يجب أن يتم التقاط صورة بعيدة المدى ومتوسطة المدى وقريبة المدى للأثر الواحد.
7-تكرار الصور:-
على من يقوم بالتصوير الجنائي عدم التقيد بعدد محدد من الصور العامة أو صور الأثر وعليه تصوير أكبر عدد من الصور للأثر الواحد ولكن يجب أن يراعى التنوع في اختيار الزوايا والمواقع للصور حيث لا تتكرر نفس اللقطات للأثر الواحد من نفس الزاوية والموقع ولذا لا تبخل بالصور التقط أكبر قدر من الصور مع التنويع وعند العودة إلى المكتب قم بفرز الصور واختار أفضلها وادقها واقربها للواقع .
8-اختيار آلات التصوير:-
استخدام كاميرا رقمية من النوع الجيد حسب الإمكانيات المتوفرة وان لم تتوفر كاميرا تصوير رقمية يتم استخدام التلفون المحمول بعد التأكد من إعدادات الضبط في كاميرا الهاتف واختيار الوضع المناسب للتصوير حسب الوقت والمكان واصطحاب بطاريات احتياطية اذا كانت الكاميرا من النوع الذي يشتغل على بطاريات جافة واصطحاب شاحن الكاميرا إذا كانت من النوع الذي يعاد شحن بطاريته .
9-الحضور الذهني والنفسي:-
عند إجراء التصوير الجنائي في مسرح الجريمة أو في المستشفى يجب أن يكون خبير التصوير حاضرا ذهنيا وغير مشتت التفكير ويصب تركيزه على شاشة الكاميرا ولا يقوم بالتقاط الصورة إلا بعد التأكد من دقتها واحتوائها لكافة المساحة المراد تصويرها مع اظهار ووضوح الآثار الموجودة بها وعدم تشتيت الذهن والتفكير في مواضيع أو مهام أو أعمال أخرى ركز في الصورة ولا تحول نظرك من الشاشة حتي تتأكد من التقاطها بالشكل الصحيح والمطلوب.
10- التصوير الكلي وليس الجزئي فقط:-
عند التصوير الجنائي في أي واقعة أو حادثة سواء في القتل ومعاينة الجثث أو جرائم الاعتداء على المال أو الممتلكات أو التفجيرات أو غيرها من الوقائع الجنائية أو الحوادث العرضية او الغير جنائية نشاهد بعض العاملين في الأدلة الجنائية من الفنين المبتدئين يقوموا بتصوير الجزء الذي توجد به الإصابة او أثر الاعتداء فمثلا في الجثث يكتفي بتصوير الجزء الذي به الإصابة مثلا الإصابة في الرأس يكتفي بتصوير مدخل ومخرج المقذوف في الرأس ويصور الجثة صورة عامة مع الملابس ولكن لا يؤخذ لقطات للجزئيين العلوي والسفير من الأمام والجزئيين الأمامي والسفلي من الخلف وفي وقائع إطلاق النار على السيارات والمنازل والممتلكات يكتفي بتصوير مكان اختراق او اصطدام المقذوف ولا يقوم بتصوير السيارات والمركبات من جميع الجهات وفي مسرح الجريمة يكتفي بتصوير الأثر منفردا ولا يربطه بالآثار الأخرى ويجب التركيز خاصة في الجثث على تصوير كل جزء من الجثة على حده حتى وان لم يكن بها إصابات ظاهرة فأحيانا الكاميرا ترى وتشاهد مالا تراه العين وقد توثق لك أثر لم تشاهده عند المعاينة وعند مراجعة الصور تجد الأثر وقد يساعدك هذا الأثر في الوصول الى نتائج مهمة بعد التأكد من وجود الأثر على الجثة .
11- التصوير على قاعدة أن ما هو متاحا لك الان لن يكون متاحا لك غدا:-
معنى ذلك ان هناك آثار قد تختفي مع مرور الوقت ولن يكون بإمكانك إعادة التصوير في وقت أخر وخاصة في مسرح الجريمة وكذلك في الجثث هناك آثار تختفي أو تتغير بفعل التبريد ومرور الوقت وأحيانا الجثة لن تحصل على فرصة أخرى لإعادة تصويرها أما لأسباب دفنها من قبل الأهالي أو لأسباب أمنية أو أسباب أخرى.
12-الاعتماد على النفس وعدم توكيل الغير بالتقاط الصور:-
أحيانا بعض العاملين في الأدلة الجنائية يوكل آخرين بالقيام بمهامه بالتقاط بعض الصور ظنا منه ان هذا الشخص سيقوم بتصوير الأثر أو التقاط اللقطة كما يريد وعند عودته للمكتب ومراجعته للصور يجد أن هناك آثار شاهدها وقام بتسجيلها ولكن لم تصور أو أن الصور غير دقيقة بالشكل المطلوب عندها يصاب بخيبة أمل ويندم أشد الندم والمصيبة الكبرى إذا لم يكن بالإمكان إعادة التصوير لاختفاء الآثار أو العبث بها .
وفي الأخير أحبتي التصوير الجنائي علم بحد ذاته وفن لا يجيده الجميع وما ذكرته هنا عن أهم القواعد والأسس لا يعتبر دراسة أو بحث متكامل ولكن يعتبر مدخل أو أضافة لدراسات وأبحاث أخرى قد سبقني بها خبراء أخرين وانا على يقين تام أنني لم أحيط بالموضوع إحاطة تامة ويوجد هناك الكثير في هذا المجال.
للاطلاع على المزيد حول التصوير الجنائي، راجع {في قانوننا اليمني هل تصوير الحادث الاجرامي من قبل الغير يعتد به كحجةً ودليلاً}
✍️ ناصر أحمد حسين
خبير مسرح الجريمة
مساء السبت27حزيران 2020م