JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

حُب القراءة: رحلة من الشغف إلى التراجع

اقرأ لأن القراءة هي من تجعل الشخص متعلما


jpg


اقرأ لأن القراءة هي من تجعل الشخص متعلما وليست الشهادات ومهما تكن المؤهلات التي تحملها أو الجامعات التي تخرجت منها يجب أن تعمل دوما بقاعدة افراغ الكأس الممتلئة(قصة المعلم الياباني سوزوكي)وكن على يقين ان هناك أشخاص يمتلكون خبرات وقدرات ومهارات وتجارب في الحياة لا يمتلكها أصحاب الشهادات والمؤهلات وخريجي الاكاديميات والجامعات، ولذلك طبق دائما قاعدة افرغ كأسك الممتلئة.



## القراءة: مصدر العلم والثقافة

القراءة هي الطريق الأمثل للتعلم والثقافة، وليست الشهادات والمؤهلات هي القاعدة الأساسية. يجب أن نعمل دوما بقاعدة "إفراغ الكأس الممتلئة"، وهي قصة المعلم الياباني سوزوكي. يجب أن نكون على يقين أن هناك أشخاص يمتلكون خبرات وقدرات ومهارات وتجارب في الحياة لا يمتلكها أصحاب الشهادات والمؤهلات وخريجي الأكاديميات والجامعات.

📙

حُب القراءة والشغف بها نهمٌ وتعطش في الصغر وتراجعٌ عند الكبر

قبل ذكر الأسباب التي أدت الى تراجع الإقبال على القراءة أحبُ أن أستشهد بسرد قصة ولعي وشغفي بالقراءة ونهمي الذي لا يشبع من الكتاب وعطشي الذي لا يرتوي من القراءة في الصغر, حُب القراءة والشغف بها نهمٌ وتعطش في الصغر وتراجعٌ عند الكبر

📚

## القراءة في الصغر: شغف لا ينتهي


في الصغر، كنت شغوفاً بالقراءة بشكل شديد. كنت أقرأ المنهج الدراسي بالكامل وأبحث عن أي كتاب لأروي عطشي للقراءة. كانت المناهج الدراسية آنذاك غزيرة المعلومات ومشوقة. ولعدم توفر أي كتب أخرى غير المناهج الدراسية وعدم قدرتي المادية على اقتناء أي كتب وعدم توفر أي مكتبة في القرية، كنت ألجأ للبحث عن أي كتب لدى أقربائي لكي أقوم بقراءتها, ومقابل ذلك أقوم بقضاء أعمال بسيطة لهم كإحضار مشتريات من البقالة أو أشياء أخرى من قُرى مجاورة حتى يسمحوا لي بقراءة  كتاب أو كُتيب أو مجلة, وكان لدي ولد عم مُدرس يتابع مجلة ماجد ويحرص على اقتنائها عندما يُنزل إلى الحديدة وبعد أن يقرأها يعطيني إياها وكنت أقوم بقراءتها عدة مرات ثم احتفظ بها وأذكر أيضا انني كنت ابحث عن أوراق الجرائد والمجلات المرمية وأقوم بقراءتها واذا وجدت موضوع اعجبني أقوم بالاحتفاظ بالورقة التي يوجد بها ونظرا للظروف المادية التي كنت امر بها كنت في يوم الوعد (السوق الأسبوعي) الذي كان يصادف يوم الثلاثاء اذهب الى السوق الذي يقع اسفل الجبل الذي نسكن أعلاه بمسافة ساعتين اضطر أحياناً لقطعها مشياً على الأقدام لعدم توفر المال لدفع أجرة السيارة من أجل القراءة عند شخص يسمى عيسى من أبناء مديرية مجاورة يأتي الى السوق لبيع الكتب والصحف والمجلات وكان لديه مكتبه صغيرة في وسط السوق كانت بها كتب ومجلات وصحف بعناوين بسيطة ولكنها كافية لإشباع رغبتي ونهمي للقراءة وكنت أقوم بالقراءة من الصباح حتى الظهر ثم اغادر للمنزل واحياناً أكتفي بالقراءة وفي حال إذا كان معي مبلغ بسيط من المال أقوم باقتناء كُتيب أو مجلة أو جريدة وافرح فرحاً شديداً لحصولي على هذا الكنز واقوم بقراءة الكُتيب أو المجلة عدة مرات واحتفظ بكل ما قرأته من الصحف والمجلات واستمريت على هذا النهم في حب المطالعة مع تقدمي في الدراسة وكنت اقرأ كثيراً من القصص والروايات التاريخية بعضها يصل إلى خمسة مجلدات واستغرق في القراءة من الصباح الباكر الى المغرب لا انقطع الا لتناول الطعام وعندما أكملت الإعدادية وانتقلت للدراسة الى منطقة الكدن سردود مديرية الضحى محافظة الحديدة والتحقت بالمعهد المهني الزراعي استمريت في هوايتي المفضلة وهي القراءة والمطالعة وكنت اجد بعض الصحف والمجلات مع بعض الزملاء والمدرسين وأقوم باستعارتها وقراءتها حتى لو اضطررت أن أأدي أي عمل مقابل السماح لي بالقراءة ولكن الاقبال على القراءة لم يكن بالمستوى السابق بسبب صعوبة المنهج وكثافته ستة عشر مادة في العام الدراسي.

📘

## القراءة في الكبر: تراجع الشغف

وبعد التخرج ظهرت القنوات الفضائية ومصادر أخرى للحصول على المعلومات عندها ولعي وشغفي بالكتاب بدأ يخبو أو يقل ولم يُعد كما كان في السابق مع بقاء الشغف بمطالعة المجلات ومتابعة الصحف ومع التقدم في العمر وظهور الهواتف الحديثة والإنترنت، بدأ شغفي بالقراءة يتراجع. توقفت عن شراء الصحف والمجلات وقراءة الكتب واكتفيت بالقراءة من الإنترنت. هجرنا الكتاب والصحيفة والمجلة ولم أجد أي متعة في القراءة مثلما كان في السابق.


## الأسباب وراء تراجع القراءة


هناك عدة أسباب أثرت في تراجع الإقبال على القراءة، أهمها التقدم التكنولوجي والطفرة العلمية في الاتصالات ووسائل الاتصال المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي التي أصبحت بديلاً للمكتبة واحتلت أجهزة التلفون المحمول والحواسيب مكان الكتاب مما أدى إلى حدوث عُقم ثقافي لدى الجيل الحالي وأصبحت ثقافتهم ضحلة وهشة وغير محصنين فكرياً لأنهم بالأصل لم يتلقوا تعليم جيد والمناهج التي تُدرس الان ليست بالمستوى أضف الى ذلك عزوفهم عن القراءة, كل هذه العوامل أدت إلى إيجاد جيل معرض لأي أفكار هدامة أو خرافات ويستطيع أي شخص التأثير عليهم لأنه غير محصن فكريا وثقافيا وعقائديا..




author-img

مدونة خبير مسرح الجريمة Crime Scene Expert Blog

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    الاسمبريد إلكترونيرسالة